العراق اليوم

التوضيح والتصريح!!

مصدر الخبر / الاخبار

شتان ما بين إقترابات القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين , وفي كل مرحلة إنتقالية ما بين قرنين تتداخل الرؤى والتصورات في الربع الأول من القرن الجديد , وهذا يحصل في الواقع المعرفي اليوم.
وستندثر قدرات القرن السابق , غير أننا لا نزال نرى وسائل الإعلام بأنواعها تحتشد بما لا يمت بصلة للقرن الحادي والعشرين , ومنها التركيز على التلميج والتلويح والغموض والمعنى في قلب الكاتب , وغيرها من الموضوعات التي يرفضها القرن الحادي والعشرون.
فالذين لا يستوعبون المتغيرات المتسارعة سيتواصلون في مراوحتهم في ذات البقعة الخاوية , ويتوهمون بأن أجيال القرن الحالي ستتأمل وتجتهد في إستنباط ما يعنيه الكاتب أو المبدع بنصه , وهذا الزمان قد ولى وإنتهى , والمطلوب الوضوح الساطع والمباشرة , والقدرة على وضع الفكرة بكلمات تدل عليها وتبينها , لا تدعو القارئ للكشف عما يريده الكاتب , وتحسب ذلك من لذة القراءة والتواصل مع النص , اللذة تكون بالفكرة الجلية حتى توفر للقارئ الوقت والجهد وليس العكس.
فعلى سبيل المثال , أجيال القرن الحادي والعشرين لن تجد فيهم نسبة كبيرة يستمعون للأغاني الطويلة , بل يريدون الأغاني القصيرة ذات الإيقاع السريع.
وعلى هذا المنوال لن تجد مَن يقرأ ما هو غامض ومبهم , لأنه سيشير إلى عجز صاحبه عن وضع الفكرة في كلمات تدل عليها , فالإبداع التجريدي إنتهى.
وصياغة الفكرة في عمل إبداعي يشير إليها هو المطلوب , حتى في العمارة , وما تأتي به طاقات الإبداع المادية والأدبية والعلمية.
فالدنيا تقدمت ووصلت إلى ما هي عليه اليوم بالأفكار الواضحة , التي تحولت إلى موجودات تشاركنا الحياة , ولولا الوضوح والسطوع لما أوجدنا العديد من الحالات والمبتكرات.
فتحرروا من أوهام الغموض والتعتيم والتلميح وغيرها من مفردات التعويق العقلي والإبداعي.
فالشمس ساطعة وتخبرنا عن معنى الحياة!!
د-صادق السامرائي

يمكنك قراءة الخبر ايضا من المصدر من هنا

أضف تعليقـك